مراجعة اللعبة الجديدة Celeste


Celeste هي لعبة منصات اندي برسوم 16 بت تم تطويرها من قبل فريق صغير يقوده مات تورسون الذي قدم لنا لعبة “تاور فول” الجميلة وتستخدم سيليست عناصر موجودة بكثير من العاب المنصات الغنية عن التعريف ونعلم مدى شعبية هذا النوع من الألعاب خاصة أن معظم العاب المنصات تأتي من فرق تطوير مستقلة ونادرا مانتلقاها من فرق تطوير كبيرة، ولكن هل تعتبر سيليست استثنائية من بين إصدارات العاب المنصات الأندي؟ لنبدأ الحديث إذا ونقدم لكم مراجعة اللعبة.

{tocify} $title={جدول المحتويات}


مراجعة اللعبة

تدور احداث قصة سيليست حول فتاة أسمها “ماديلين” تعاني من الاكتئاب ونوبة هلع جعلت تسلق جبل “سيليست” هدفها وعُرف هذا المرتفع بقسوة مناخه ودرجة حرارته المنخفضة نسبيا ومدى طول ارتفاعه، بداية اللعبة قد تعطيك انطباعا بسيطا يجعلك تعتقد أن قصتها تعد عادية بحوارات قصيرة بين مجموعة من الشخصيات تقابلهم في طريقك إلى قمة الجبل ولكن بعد ساعات من اللعب تصبح القصة مثيرة للاهتمام وتبدأ احداثها بشدك إليها حيث يبرز العديد من الشخصيات بمختلف افعالهم منهم من يريد مساعدتك ومنهم من يحاول هدمك وهدم هدفك ولكن الأكثر إثارة للاهتمام من بينهم هي شخصية تعد جزء من ماديلين تحثها دائما على التذمر والأخذ ب”الأمر الواقع” وبالغالب تجدها تصنف تسلق هذا الجبل “بأحد سابع المستحيلات” وسترى كيف تعاملت “ماديلين” مع هذه الشخصية الكئيبة في حين طريقها لتحقيق هدفها.


وعند الحديث عن عالم اللعبة و طريقة ترتيب المراحل في العالم يتشكل تصميمه مثل صعود الجبل بشكل تدريجي حتى الوصول للقمة وكل ما تنهي فصلا من اللعبة تصعد الى مستوى أعلى بالجبل، وأيضا مراحل القصة تنقسم الى عدة فصول وكل فصل يحمل أفكاره الخاصة وشخصيته الرئيسية مختلفة والجدير بالذكر أن كل شخصية تحمل ظروفا مختلفة عن غيرها ويعد نظام السرد هذا نقطة إيجابية باللعبة حيث نجح بجلب اهتمامي طوال اللعبة ولم يترك أية مجال للملل.

القصة:

وعندما نتحدث عن رسوم اللعبة والطابع الفني الموجود فتم استخدام نظام رسم ال 16-بت إلا انه مائل لتصاميم الـ٨-بت بعض شيء لقلة الألوان المستخدمة وتمنيت إسخدام ألوان ذو عمق كافٍ لجعلها مفعمة أكثر بالروح ولكن يبقى الطابع الفني لا بأس فيه خاصة أنه من فريق تطوير صغير ذو ميزانية محدود، وعلى صعيد الصوتيات استفاد فريق التطوير من مجموعة من المقطوعات الموسيقية ذو طابع إلكتروني بحت وأنا لست من محبي هذا النوع من الموسيقى ولكن تفاجأت عندما أُعجبت بموسيقى سيليست وكانت إذني دائما تستمتع بالمقطوعات المتنوعة حيث أنها تتغير بكل جزء من المرحلة ووجدت أن كل مقطوعة أجمل من الثانية وجعلني هذا الامر أرفع قبعتي احتراما لاختيارياتهم للموسيقى.


انتقالا إلى أسلوب اللعب والذي يعد جوهر ونجم اللعبة فهو بسيط وسهل للتعلم والتطبيق، ويتكون من القفز العادي الأساسي الموجود بجميع العاب المنصات وقفز متواصل لتفادي وتجاوز العقبات المختلفة ورغم بساطة التحكم إلا أن تصميم معظم المراحل يجبرك أن تعرف كيف تستخدمهم بالشكل الصحيح والجميل في الأمر أن كل فصل في القصة تختلف العناصر وأنواع العقبات فيه وتحمل افكار جديدة وتختلف عن التي كانت موجودة في السابق والأشياء الموجودة بالعالم التي تساعدك في التنقل من مكان لآخر تختلف من فصل لآخر ومثالا عن هذه العناصر فقاعة تدخل فيها وتطلقك في اتجاه معين لمسافة بسيطة وغيرها من الأشياء.

بدأت الحياة كمدخل لازدحام اللعبة مرة أخرى في عام 2015 ، قام المطور Matt Makes Games (من TowerFall fame) بإحضار Celeste إلى Nintendo Switch كمنصة عمل محققة بالكامل. اشتهر من قبل زميله Switch indie Super Meat Boy - والذي كان بدوره مستوحى من سلسلة Jumper المجانية للمصمم Matt Thorson - Celeste على السطح هو عنوان آخر شديد التحدي وسريع الخطى. عبور الجبل الفخري والغادر عن طريق التسلق والقفز والاندفاع فوق الفخاخ القاتلة ، هذه الصيغة شائعة كما هي بارزة في eShop الآن. لدى سيليست أكثر من عدد قليل من الحيل في جعبتها ميكانيكيًا وأسلوبيًا مما يمنحها قدمًا أكيدة.

تتميز اللعبة بالكثير من الأجواء والتوتر ، ولكن هناك أيضًا أمل والشعور الشافي باكتشاف الذات ثري طوال الوقت. تتعارض الأصوات الداخلية ، الحكم النصي مع التركيز ، لوحات التحذير التي تبدو غير ضارة يتم تجاهلها عن طريق الخطأ لأن المشهد له غرض في الواقع. تتعامل اللعبة مع مواضيع شخصية معقدة مع صراحة منعشة وفروق دقيقة.

من الناحية الجمالية ، تعتبر سيليست مزيجًا من أساليب الفن التي لا تعد ولا تحصى ، لكنها تكمل بعضها البعض جيدًا. تعود مستويات فن البكسل البسيطة والعفاريت إلى جذورها كعرض توضيحي تم تطويره في PICO 8. "وحدة التحكم الخيالية" ، وهذا لا يعني أنه لم يتم منحهم القليل من الصقل الإضافي ، حيث تتمتع الشخصيات برسوم متحركة مرنة ومتنوعة ، تشعر الخلفيات وتأثيرات الطقس بأنها لا ترحم بشكل مناسب وتتمتع المنصات الميكانيكية المختلفة بطاقة حركية كبيرة.

فقط عندما تشعر الإجراءات أنها ستدخل في أخدود الألفة من حيث الموقع ، تبدأ الأمور في الحصول على القليل من عالم آخر وسريالي. من هنا ، تستعرض سيليست عضلاتها الرسومية حقًا ، وتنتقل من المسار المتوقع المغطى بالثلوج لتقديم مواقع خيالية جديدة وأكثر حيوية باستمرار ، بالإضافة إلى بعض الآفاق المذهلة حقًا والقطع الثابتة. تحديد الفصل هو نموذج ثلاثي الأبعاد للجبل ذو مضلع منخفض وهو ساحر بنفس القدر مثل رسومات اللعبة.

هناك نوعان رئيسيان من المقتنيات في سعيكم للوصول إلى القمة. في حين أن الاستخدام العملي للفراولة لا يكاد يذكر ، فإن إغراء دفع نفسك وجمع كل واحدة أخير أمر مُرضٍ للغاية. بالإضافة إلى ذلك ، يحتوي كل فصل على شريط كاسيت "b side" ، حيث يكمن التحدي الحقيقي. ابحث عنه ، ويفتح بديل أصعب من الفصل. هم بالتأكيد يستحقون هذا الجهد. عند الحديث عن الكاسيت ، فإن الموسيقى التصويرية لينا راين رائعة للغاية ، حيث يمثل البيانو العاكس والمعقد ميزة شخصية خاصة ، بالإضافة إلى عظمة تنبض بالقلب أثناء المقطوعات الثابتة المثيرة. على محمل الجد ، من الأفضل تجربة الموسيقى التصويرية بدلاً من شرحها.

قد تختلف وظيفة اندفاعة Madeline من مجرد جعلها عبر فجوة إلى تشغيل المفتاح أو النظام الأساسي. قد لا يكون تعقيد المستويات التي تلعبها واضحًا في وقت مبكر ، لكنها سرعان ما تتحول إلى ألغاز مترامية الأطراف ومثيرة للاهتمام داخل نفسها ، وفي بعض الأحيان يكون من الأهمية بمكان رؤية الصورة الأكبر ، والتي تكون أحيانًا صعبة بشكل مخيف (من خلال زوج من المناظير في وضع جيد ) لأنها تلعب ما أمامك مباشرة.

طريقة اللعب

سيتعين عليك التخطيط لمسارك بدقة وإحساس حقيقي بالإنجاز الذي قد يغير نظرتك إلى الحياة / التحديات التي تواجهها بمجرد إيقاف التبديل. هناك قلب كبير ينبض تحت المظهر الخارجي القاسي الذي لا يرحم لسيليست. هناك دفء للشخصيات وصراع شخصي له صدى بقدر ما يمكن ربطه بالمفاجآت في كل منعطف.


عندما تتفاعل مادلين مع الأشخاص الذين تلتقي بهم على طول الطريق ، فهذا نهج مختلف ، حيث تنقل الرسومات الجريئة مجموعة من المشاعر والتعبير أثناء الحوار المقدم في الجزء العلوي من الشاشة ، وتوثق الرسوم التوضيحية الهادئة رحلتك بشكل جميل. هناك تركيز أكبر على الاستكشاف في سيليست أكثر من معظم معاصريها ، مثل الضغط على المفاتيح وإيجاد المفاتيح لفتح الأبواب التي يمكن أن تكون بعيدة عن بعضها البعض.

يعد تصميم المستوى وأدوات التحكم رائعة طوال الوقت ، خاصةً عندما يتم أخذ المناطق السرية والمزيد من المهام الفريدة في الاعتبار. قد تبدو المجموعات والطرق مستحيلة في البداية ، ولكن كل حالة وفاة هي درس حتى تتمكن من مراقبة البيئة واستغلالها بالكامل مع مجموعة حركة Madeline. سواء كنت تستخدم العناصر البيئية ، أو بالونات أو بلورات في وضع مثالي لتجديد اندفاعتك (المشار إليها بواسطة لون شعر مادلين) أو تأخذ استراحة على الحواف المرئية للشعير ، فإن سيليست تشعر دائمًا بأنها أكثر ضخامة مما يوحي به أسلوبها الفني القديم.

إن التشبث بجدار على بعد بكسل من حياتك ، أو الصعود الربيعي عبر فجوة على مستوى الشاشة فقط لأداء اندفاعة في الوقت المناسب تمامًا للأمان أمر مُرضٍ بشكل لا يصدق ، ومع الممارسة ، تكافئ اللعبة طموحك لتحمل المخاطر. إن توازن التوقيت وردود الفعل والبراعة والزخم يبدو رائعًا ، ومن الواضح أن هناك تلميحًا لميكانيكي القفز المفرط الذي جعل TowerFall جيدًا للغاية. لاحقًا ، تملأ كتل الأحلام البراقة كلاً من اندفاعة وقوة التحمل بينما تدفعك من جانب إلى آخر ، والأشياء الإضافية التي تؤثر على حركتك. لن نفسد ما هي عليه ، لكن يكفي أن نقول إنها جزء لا يتجزأ من السرد وأسلوب اللعب.

منذ البداية ، من الواضح أن سيليست مكان خطير ومعاد ، به برد قارس وتضاريس قاسية. ومع ذلك ، هناك دفء وإخلاص لبطلة الرواية مادلين ، وهي تحاول الوصول إلى هدفها. في المراحل المبكرة ، يبدو أن هناك رحلة أكبر وأكثر شخصية تنتظر من يكتشفها. هي ضعيفة لكنها مصممة. إنها تشك في نفسها ولكنها تدعم الآخرين. سيتعين عليك أنت ومادلين مشاركة التصميم والمثابرة للتغلب على التحديات الجسدية والشخصية.

وعنصر التحدي بسيلست حاضر وبقوة حيث أن كل ما تتقدم في اللعبة تزداد اللعبة صعوبة ولكنها معقولة وتوفر بيئة مرحبة للمبتدئين بوجودخيار المساعدة إذا أردت تفعيله، والجدير بالذكر أن التحدي يصبح أكثر إثارة إذا قررت أن تجمع “الفراولة” أو فواكه التجميع المنتشرة بمختلف الأماكن وستحتاج لبعض من التفكير العميق وسرعة بديهية عالية خصوصا في المراحل المتقدمة ولكن مع الأسف فواكه التجميع ليس لها قيمة او فائدة ولن تحصل على مكافأة عندما تجمعها كلها، ومن ضمن الاستكشاف ستجد كاسيت واحد مخبأة بكل مرحلة وعندما تقتنيه ستتمكن من لعب مراحل ال بي-سايد ومع الأسف صعوبتها تعتبر غير معقولة ومزعجة واذا اردت ان تفتح آخر مستوى في اللعبة يجب عليك أن تخوضهم كلهم وتستكشفهم لتحصل على قلوب مخبأة في كل واحدة منهم وتمنيت إكتفاء فريق التطوير بتجميع الفواكه فقط.

ملخص المراجعة

ختاما للمراجعة أجد أن اللعبة توفر لك محتوى دسم يوفي حق المبلغ الذي ستضعه (20 دولار) في هذه اللعبة خاصة إذا قررت أن تجمع جميع الفواكه والكاسيتات التي تتيح لك مراحل البيي-سايد واستغرقت 6 ساعات لأنهائها وبالتأكيد أكثر إذا اردت تجميع كل شيء، اجتماع قصة مثيرة جميلة وأسلوب لعب رهيب يدفعك للعب لساعات عديدة بدون الملل ليس من العادة بألعاب المنصات سواء حديثة او قديمة وسيليست تعتبر لعبة إستثنائية وافتتاحية لا بد فيها للسنة الحالية وتعد أحد أفضل ألعاب سنة ٢٠١٨ ودليل لقوة حضور مطور الاندي أمام أكبر استديوهات التطوير.

1 تعليقات

إرسال تعليق
أحدث أقدم