تحسين مهارات حل المشاكل وتقوية الذاكرة.. 7 فوائد لممارسة ألعاب الفيديو باعتدال

في عام 1967 ، اخترع المطورون في شركة Sanders Associates ، Inc. بقيادة رالف باير ، نموذجًا أوليًا لنظام ألعاب فيديو متعدد اللاعبين ومتعدد البرامج يمكن تشغيله على التلفزيون. كان يُعرف باسم "الصندوق البني".

{tocify} $title={جدول المحتويات}

قام باير ، الذي يُشار إليه أحيانًا باسم والد ألعاب الفيديو ، بترخيص جهازه لشركة Magnavox ، التي باعت النظام للمستهلكين باسم Odyssey ، أول وحدة تحكم منزلية لألعاب الفيديو ، في عام 1972. على مدار السنوات القليلة التالية ، كانت وحدة تحكم Odyssey البدائية تجاريًا تتلاشى وتموت.

ومع ذلك ، كانت إحدى ألعاب Odyssey الـ 28 مصدر إلهام لـ Atari’s Pong ، أول لعبة فيديو أركيد ، والتي أصدرتها الشركة في عام 1972. في عام 1975 ، أصدرت Atari نسخة منزلية من لعبة Pong ، والتي كانت ناجحة مثل نظيرتها في ألعاب الآركيد.

قامت Magnavox ، جنبًا إلى جنب مع Sanders Associates ، بمقاضاة Atari لانتهاك حقوق النشر. استقر أتاري وأصبح مرخصًا له في أوديسي ؛ على مدار العشرين عامًا التالية ، فازت Magnavox بأكثر من 100 مليون دولار في دعاوى حقوق النشر المتعلقة بـ Odyssey وبراءات اختراع ألعاب الفيديو الخاصة بها.

في عام 1977 ، أصدرت أتاري Atari 2600 (المعروف أيضًا باسم نظام كمبيوتر الفيديو) ، وهي وحدة تحكم منزلية تضم أذرع تحكم وخراطيش ألعاب قابلة للتبديل لعبت ألعابًا متعددة الألوان ، مما أدى إلى إطلاق الجيل الثاني من وحدات تحكم ألعاب الفيديو.

شهدت صناعة ألعاب الفيديو بعض الإنجازات البارزة في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات ، بما في ذلك:

  • إطلاق لعبة سبيس إنفيدرز آركيد عام 1978
  • إطلاق Activision ، أول مطور ألعاب تابع لجهة خارجية (الذي يطور البرامج دون صنع وحدات تحكم أو خزانات ألعاب) ، في عام 1979
  • مقدمة عن لعبة Pac-Man التي تتمتع بشعبية كبيرة في اليابان
  • تم إنشاء لعبة Donkey Kong من Nintendo ، والتي قدمت للعالم شخصية ماريو
  • إصدار Microsoft لأول لعبة Flight Simulator

في عام 1983 ، شهدت صناعة ألعاب الفيديو في أمريكا الشمالية "انهيارًا" كبيرًا بسبب عدد من العوامل ، بما في ذلك سوق وحدة التحكم في الألعاب المشبع ، والمنافسة من ألعاب الكمبيوتر ، وفائض من الألعاب ذات الجودة العالية والمبالغ فيها ، مثل ET سيئة السمعة ، وهي لعبة أتاري مبنية على الفيلم الذي يحمل نفس الاسم وغالبًا ما تعتبر أسوأ لعبة تم إنشاؤها على الإطلاق.

أدى الانهيار ، الذي استمر عامين ، إلى إفلاس العديد من شركات أجهزة الكمبيوتر المنزلية وأجهزة ألعاب الفيديو.

بدأت صناعة ألعاب الفيديو المنزلية في التعافي في عام 1985 عندما جاء نظام Nintendo Entertainment System (NES) ، المسمى Famicom في اليابان ، إلى الولايات المتحدة. قامت NES بتحسين الرسومات والألوان والصوت واللعب 8 بت على وحدات التحكم السابقة.

أصدرت Nintendo ، وهي شركة يابانية بدأت كشركة مصنعة لأوراق اللعب في عام 1889 ، عددًا من امتيازات ألعاب الفيديو المهمة التي لا تزال موجودة حتى اليوم ، مثل Super Mario Bros. و The Legend of Zelda و Metroid.

بالإضافة إلى ذلك ، فرضت Nintendo لوائح مختلفة على ألعاب الطرف الثالث التي تم تطويرها لنظامها ، مما ساعد على مكافحة البرامج المتسرعة منخفضة الجودة. أصدر مطورو الطرف الثالث العديد من الامتيازات الأخرى طويلة الأمد ، مثل Capcom’s Mega Man و Konami’s Castlevania و Square’s Final Fantasy و Enix's Dragon Quest (تم دمج Square و Enix لاحقًا لتشكيل Square Enix في عام 2003).

في عام 1989 ، أحدثت Nintendo موجات مرة أخرى من خلال الترويج للألعاب المحمولة مع إصدار جهاز ألعاب الفيديو Game Boy 8 بت ولعبة Tetris التي غالبًا ما تكون مجمعة. على مدار الـ 25 عامًا التالية ، ستطلق Nintendo عددًا من الخلفاء الناجحين لـ Game Boy ، بما في ذلك Game Boy color في عام 1998 ، و Nintendo DS في عام 2004 ، و Nintendo 3DS في عام 2011.

على الرغم من أضرار ألعاب الفيديو وتسببها في الإدمان والعزلة الاجتماعية وبعض الأمراض النفسية والبدنية، أثبتت دراسات في علم النفس والسلوكيات أن بإمكان ألعاب الفيديو أن تُحسِّن مهارات الإنسان المختلفة وتُكسبه قدرات ذهنية عديدة، شريطة ألا تشتمل على مشاهد عنف مؤذية وألا يتجاوز اللعب الفترات الصحية الموصى بها.

تقترح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن يكون الوقت المخصص لمن هم دون الـ12 من عمرهم، من 30 إلى 60 دقيقة يومياً، على أقصى تقدير في أيام المدرسة، ومن ساعة إلى ساعتين خلال أيام العطلة.

أما بالنسبة للبالغين، فقد وجدت دراسة لجامعة أكسفورد، أن اللعب من ساعتين إلى 4 ساعات في اليوم يحقق العديد من الفوائد ويرفع مستويات الرضا النفسي والسعادة.

وفي أبحاث لجمعية علم النفس الأمريكية، اتضح أن من أبرز فوائد ممارسة ألعاب الفيديو قدرتها على تطوير المهارات المعرفية لدى كلٍّ من الأطفال والبالغين. وكما تساعد التمارين البدنية في تقوية العضلات، تساعد الألعاب المعرفية على إشباع الدماغ بالتحفيز المستمر، وبالتالي تحسين أداء الدماغ. وفيما يلي، بعض فوائد ممارسة ألعاب الفيديو، شريطة أن تكون باعتدال ودون إدمان. 


1. التنسيق بين المهارات في اللحظة نفسها

عندما يلعب الإنسان لعبة فيديو، فهو لا ينظر فقط إلى الشاشة التي أمامه، بل يفكّر بالوقت نفسه في الزر المناسب بذراع اللعب ونقره في الوقت المناسب. كما يقرأ ويستوعب المعلومات التي تظهر على الشاشة ويتعامل مع كلٍّ منها في الوقت نفسه، وهي الإجراءات التي غالباً ما تحتاج سرعة في الأداء، مما يؤدي إلى قدرٍ هائل من التحفيز الذهني في الدماغ للتنسيق بين الحركة البصرية والسمعية والجسدية.

كما تم استخدام ألعاب الفيديو في بعض الحالات كعلاج طبيعي لمساعدة ضحايا السكتات الدماغية على استعادة السيطرة على أيديهم والتحكُّم بحركتها في أداء المهام اليومية بشكل طبيعي. 


2. اكتساب مهارات التحليل وحل المشاكل

تتضمن ألعاب الفيديو قواعد عديدة، وكل لعبة لها سلسلة مختلفة من القوانين، ما يعني أن على اللاعب التفكير ملياً قبل اتخاذ أي خطوة؛ للتأكد من بقائه ضمن القواعد المطلوبة لتلك اللعبة.

ويحتاج اللاعب إلى اتخاذ قرارات مهمة في لحظات خاطفة من الوقت؛ لتحديد إذا ما كان سيتقدَّم أم لا إلى المستوى التالي.

 تلك التمارين تساعد على اكتساب مرونة ذهنية في حل المشكلات والتفكير بمرونة في مدة قصيرة.


3. تقوية مهارات الذاكرة

دائماً ما تتطلب ممارسة لعبة الفيديو ذاكرة بصرية وسمعية، حيث يتعين على اللاعب قراءة التعليمات أو الاستماع إليها بحرص قبل البدء في اللعب؛ لكي يتمكَّن من تحقيق الفوز في الأدوار التي سيقوم بلعبها، وبالتالي هناك حاجة مهمة إلى تذكُّر تلك القوانين بحرص على مدار اللعبة.

كما يساعد إتقان أماكن ومهام المفاتيح الموجودة بذراع اللعب على تحريك الشخصيات في اللعبة بسهولة، ما يساعد في تحسين الذاكرة، على المديين القصير والطويل على حدٍّ سواء.


4. تحسين ردة الفعل والقدرة على التركيز

أثبتت ألعاب الفيديو، خاصةً ألعاب الحركة مثل ألعاب الحروب وكرة القدم والسباق، قدرتها على جذب انتباه اللاعب بشكلٍ كامل طوال فترة اللعبة. ويحدث هذا بسبب حاجة اللاعب إلى تحقيق أهداف معينة داخل اللعبة لكي يتمكن من التقدم إلى المستوى التالي.

ولتحقيق الفوز في تلك الألعاب، على الشخص أن ينتبه لكافة تفاصيل المشهد على الشاشة؛ لتجنُّب الخسارة أو ضياع الفرصة، الأمر الذي يزيد قدرة الإنسان على الانتباه والتركيز.

في بحثٍ تعاونيٍّ أجرته جامعات صينية وأسترالية عام 2015، حول آثار ممارسة ألعاب الفيديو على شكل الدماغ، اتضح أن ممارسة ألعاب الفيديو بانتظام قد تزيد المادة الرمادية بالدماغ، وهي تتحكم في العضلات والذكريات والإدراك وملاحة الجسم المكانية.


5. مصدر قوي للتعلُّم

الألعاب ليست مفيدة للبالغين والمراهقين فحسب، بل للأطفال أيضاً. فهي تدمج العديد من الوسائل التعليمية المستخدمة بمناهج التدريس في اللعبة الواحدة. وتعمل عدة جهات تعليمية حول العالم اليوم على صنع ألعاب الفيديو المدروسة، لتقوية قدرات طلابها على التفاعل واستيعاب المناهج.

يساعد ذلك الأطفال على تحسين مهاراتهم الأكاديمية من خلال ممارسة بعض ألعاب الفيديو الموصَى بها والتي تهدف بشكلٍ خاص إلى تعزيز مهاراتهم المعرفية والإبداعية.

ووجدت دراسة أجرتها جامعة كولومبيا على عددٍ من الأطفال الذين لعبوا ألعاب الفيديو، أنهم امتلكوا مهارات اجتماعية جيدة عن غيرهم، وآداءً أكاديمياً أفضل، وقدرة على بناء علاقات أفضل مع الطلاب الآخرين، بسبب المكون الاجتماعي والتعاوني لبعض أنواع تلك الألعاب التي مارسوها.


6. اكتساب وتطوير مهارات تعدُّد المهام

قد تتطلب لعبة الحروب على سبيل المثال، أن تكون قادراً على تحريك مفاتيح ذراع التحكُّم أثناء النظر إلى المعلومات المختلفة على الشاشة مثل: مستويات الطاقة، والخصوم أو المخاطر المحيطة بلاعبك، والذخيرة المتبقية في خزينة سلاحك، والوقت المتاح لكي تقوم بخطوتك قبل قصفٍ وشيك، إضافة إلى العديد من العوامل الأخرى الضرورية للفوز. 

هذا الكمّ من المهام التي يُفترض أداؤها في الوقت ذاته، يضمن أنَّ اللاعب يمكنه الملاحظة السريعة والاستجابة السريعة أيضاً وفقاً لمتطلبات اللعبة.

وتشير العديد من الدراسات إلى أن ألعاب الفيديو تعمل على تحسين الأداء الوظيفي للأشخاص، خاصة بالنسبة للوظائف التي تتطلب التنسيق الجيد بين حركة اليدين والعين والذاكرة واتخاذ القرارات بسرعة. 

وقد أظهرت دراسة عام 2011 للمقارنة بين لاعبي الفيديو والطيارين المُدربين، أن اللاعبين كانوا أفضل من غيرهم في القدرة على الطيران والهبوط بطائرات بدون طيار Drones في درجةٍ قاربت مستويات الطيارين المدربين على هذه المهارة. 

كما كشفت دراسة أخرى عام 2009 ،أن الجراحين الشباب عديمي الخبرة الذين كانوا مداومين على ألعاب الفيديو تفوَّقوا على الجراحين الأكثر خبرة منهم في المجال. وفي إحدى التجارب، قام الجراحون المبتدئون في مهنهم الطبية من الذين امتلكوا خبرة في ألعاب الفيديو بأداء أفضل خلال جراحة تنظيرية مقارنة بمجموعة من الجراحين المبتدئين ممن لا يمارسون ألعاب الفيديو.


7. تحسين المهارات الاجتماعية وتعديل المزاج

تتيح معظم ألعاب الفيديو اليوم، الاتصال باللاعبين الآخرين عبر الإنترنت والمشاركة باللعب في وقتٍ واحد. على هذا النحو، توفر الألعاب اتصالاً مستمراً بين اللاعبين المتعاونين للعمل كفريق من أجل الفوز، وهو ما يؤدي بدوره إلى تطوير العلاقات ذات الاهتمامات المشتركة وكذلك وجود نوع من الحميمية بين أفراد الفريق الذين حتماً ما سيتبادلون بعض الأخبار والمعلومات الشخصية للتعارف.

وأظهرت دراسة نشرتها مجلة Frontiers in Psychology المختصة في علم النفس، عام 2014، أن بعض ألعاب الفيديو يمكن أن تحسّن الحالة المزاجية وتحسّن إيقاع نبض القلب، وهي علامة على أنها قد تساعد أيضاً في تخفيف التوتر. 

وبطبيعة الحال يُشترط لتحقيق تلك المنافع العديدة لألعاب الفيديو أن تتم ممارستها باعتدال، مع الحرص على اختيار اللعبة المناسبة وفقاً لعمر اللاعب؛ لتجنُّب ممارسة الأطفال والمراهقين الألعاب العنيفة التي قد تؤثر سلباً على سلوكياتهم وحالتهم النفسية خلال مراحل نموهم.

1 تعليقات

إرسال تعليق
أحدث أقدم